ابن بطوطة في جزر المالديف و جزر جنوب سيرلانكا

« "من طنجة مسقط رأسي " يوم الخميس 2 رجب 725 هـ / 1324م " معتمدا حج بيت الله الحرام وزيارة قبر الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام، منفردا عن رفيق آنس بصحبته، وراكب أكون في جملته، لباعث على النفس شديد العزائم، وشوق إلى تلك المعاهد الشريفة كامن في الحيازم. فحزمت أمري على هجر الأحباب من الإناث والذكور، وفارقت وطني مفارقة الطيور للوكور، وكان والداي بقيد الحياة فتحملت لبعدهما وَصَباً، ولقيت كما لقيا نَصَباً.»

** بهذه البداية كان كتاب الرحالة محمد الطنجي ، بعد عودته لوطنه عندما بدأ في كتابة " تحفة النظار ، في غرائب الأمصار و عجائب الأسفار " قطع ابن بطوطة ٢٦ سنة من رحلاته ماشياً .. فكان الوحيد في العالم حتى الان الذي قطع ١٢١ألف كم سفراً مشياً على الأقدام ..

بالرغم ان كتابه يحوي قصص و اخبار و وصف لكل بلد بشكل موجز و قصير ، إلا أنه مازال يحتفظ بجاذبيته و جماله ، الحكايات التي في كتابه معظمها لا يتجاوز عشرة أسطر على الأكثر .. من أجمل حكاياته في كتابه :

حكاية امرأة كفتار

حكاية الرقص على النار

حكاية حسن المجنون

حكاية أميرة تبني مسجداً

حكاية شيخ ضاع في الجبال

حكاية الهاتف بالليل

حكاية الجرادة المتكلمة

حكاية أمير لا يحب البكاء

حكاية ملاعب الحيات

حكاية رجل قتل بحبة عنبة .. 

و غيرها الكثير من الحكايات ..

من حكايات ابن بطوطة ما رآه في جزر جنوب سيرلانكا و المالديف ، حيث يقول عنها : " و معظم أشجار هذه الجزائر النارجيل، و هو من أقواتهم مع السمك.. و أشجار النارجيل شأنها عجيب، و تثمر النخل منها اثني عشر عذقاً في السنة، يخرج في كل شهرٍ عذق، فيكون بعضها صغيراً و بعضها كبيراً و بعضها يابساً و بعضها أخضر ، و يصنعون منه الحليب و الزيت و العسل، و يصنعون من عسله الحلواء ، فيأكلونها مع الجوز اليابس منه " ..

" و أهل هذه الجزائر أهل صلاح و ديانة و إيمان صحيح و نية صادقة، أكلهم حلال و دعاؤهم مجاب .. أبدانهم ضعيفة و لا عهد لهم بالقتال و المحاربة و سلاحهم الدعاء، و قد أمرت مرة بقطع يد سارق بها فغشي على جماعة منهم كانوا بالمجلس " ..

" مساجدهم حسنة و أكثر عمارتهم بالخشب ، و هم أهل نظافة و تنزه عن الأقذار و أكثرهم يغتسلون مرتين في اليوم تنظفاً لشدة الحر بها و كثرة العرق، و يكثرون من الادهان العطرية كالصندلية و يتلطخون بالغالية المجلوبة من مقديشو " ..

" و من عاداتهم أنهم إذا صلوا الصبح أتت كل امرأة الى زوجها بالمكحلة و ماء الورد و دهن الغالية، فيكحل عينيه و يدهن بماء الورد و دهن الغالية ، فتصقل بشرته و تزيل الشحوب عن وجهه "..

" و لباسهم فُوط يشدون الفوطة منها على أوساطهم عِوَض السراويل، و يجعلون على ظهورهم ثياب الوليان، و هي شبه الأحاريم "..

" بنيانهم بالخشب ، و يجعلون سطوح البيوت مرتفعة عن الارض توقياً من الرطوبات لأن أرضهم ندية، و لهم صناعة عجيبة في ذلك ".. 

" و جميعهم حفاة الأقدام من رفيع و وضيع، و أزقتهم مكنوسة نقية تظللها الأشجار، فالماشي بها كأنه في بستان، و مع ذلك لابد لكل داخل الى الدار ان يغسل رجليه بالماء و يمسحهما بحصير غليظ الليف يكون هنالك ثم يدخل بيته، و كذلك يفعل كل داخل الى المسجد".. 

" و نساؤها لا يغطين رؤوسهن، و لا سلطانتهن تغطي رأسها، و يمشطن شعورهن و يجمعنها الى جهة واحدة، و لا يلبس أكثرهن الا فوطة واحدة تسترها من السرة الى أسفل، و سائر أجسادهن مكشوفة ، و كذلك يمشين في الاسواق و غيرها "..

" حليهن الأساور ، تجعل المرأة منها جملةً في ذراعيها بحيث تملأ ما بين الكوع و المرفق ، و هي من الفضة و لا يجعل أساور الذهب الا نساء السلطان، و لهن الخلاخيل و يسمونها البايل ، و قلائد ذهب يجعلنها على صدورهن و يسمونها البسدرد "..

" و من عجيب أفعالهن أنهن يؤجرن أنفسهن للخدمة بالديار على عدد معلوم من خمسة دنانير فما دونها، و لا يرين ذلك عيباً و يفعله أكثر بناتهم فتجد في دار الانسان الغني منهن العشر و العشرين "..

" و لا تكل المرأة عندهم عن خدمة زوجها ، فتأتيه بالطعام و الوضوء و تغسل يديه ، و من عوائدهن ان لا تأكل المرأة مع زوجها، و لا يعلم الرجل ما تأكله المرأة "..

" من عجائبها ان سلطانة هذه الجزائر امرأة ، و هي خديجة بنت السلطان جلال الدين الباجي ، و الوزير هو عبدالله بن محمد الحضرمي ، الذي تزوجها بعد وفاة زوجها ، و كانت الأوامر تنفذ باسم خديجة "..

والدي تعجبه حكايات ابن بطوطة و غرائب رحلاته ، و بسبب والدي احببت اكتشاف عالم ابن بطوطة الشيق ، فبينما أنا أقرأ عن ابن بطوطة تسألت ما أكثر شئ يجمع بين ابن بطوطة و والدي ، هل حبهما للمغامرة ، ام التقلب و سرعة التغيير ، ام صعوبة المزاج ، أم لأن كلاهما اسمه محمد و من مواليد برج الحوت !!! 

=========================

#ابن_بطوطة #تحفة_النظار_في_غرائب_الأمصار #رحالة

#IbnBattuta #explorer #scholar #traveler #geographer #Travels #Rihla #TheRihla #storyteller #storytelling #novelist #story #tell